.

.

الاثنين، 21 ديسمبر 2009

كذب الموت فالحسين مخلد


كذب الموت فالحسين مخلد

رغم كل ما قيل عن نهضة أبو الضيم الإمام الحسين بن علي (عليهما افضل الصلاة وازكى التسليم)، فإن المجال مازال مفتوحاً امام الجميع ليدلوا بدلوهم، و رغم كل ما قيل، الا اني لا اتصور ان احداً يجرؤ على القول باننا الممنا بجميع القضايا المتعلقة بثورة الامام الحسين (عليه السلام)، وانا على يقين ان الجميع يتفق معي انه كلما تعمقنا في مسألة النهضة الحسينية فإننا نكتشف أموراً وحقائق جديدة كانت غائبة عنا.

قد يعجب البعض حين اقول ان ذكرى عاشوراء ـ رغم كل ما تحمله من عواطف متلاطمة ـ ما هي الا نعمة من نعم الباري (عزّ وجل) علينا نحن كشيعة لاهل البيت (عليهم السلام) أن نحمده عليها، وقد يسألني البعض؛ كيف أصبحت عاشوراء نعمة؟!

فأجيب: بفضل ذكرى عاشوراء التي نحييها كشيعة لاهل البيت (عليهم السلام)، اصبحت رموز الظلم في العالم بشكل عام والاسلامي بشكل خاص يخشون ذكرى عاشوراء ويخشون حتى ذكر الامام الحسين (عليه السلام)، هذا الخوف بدأ منذ العهد الاموي الذي بسببه بدأ أئمة الضلال يحسبون الف حساب للأئمة من اهل البيت (سلام الله عليهم)، واستمر الى يومنا هذا، وبفضل شعار "يا لثارات الحسين" انتهى العهد الاموي الى غير رجعة، وبفضل ثورة سيد الشهداء (عليه السلام) اندثرت سلالة آل أبي سفيان (لعنه الله) كلياً ومحيت من الوجود الى الابد.

أمر استمرار الاسلام كان شيئا لا يريده الخط السفياني ان يحدث على الاطلاق، بل على العكس تماماً، فالخط السفياني كان يريد أن يمحو ذكر الإسلام.

حينما أُجبر ابو سفيان على الاسلام (ولا أقول اختار الاسلام)، قيل له: قل أشهد ان لا اله الا الله!

قال: اشهد ان لا اله الا الله..

وعندما قيل له: قل أشهد ان محمداً رسول الله!

قال: أما هذه، ففي النفس منها شيء.أ

يُعقل ان يصدر هكذا كلام من انسان اعتنق الاسلام عن اقتناع؟

الجواب: بالتأكيد لا.

ايعقل ان يصدر هكذا كلام من انسان ينوي للاسلام خيرا؟

الجواب: بالتأكيد لا.

وما نطق بها (لعنه الله) الا بعد الّتيا والتي، وبعد ان تم تهديده انه ان لم ينطق بها فدمه مهدور، وان رسول الله (صلى الله عليه واله) سيقتله.

ولا تسأل عن ابنه معاوية الذي هرب الى اليمن فقط حتى لا ينطق بالشهادة وخشية ان يقتله المسلمون، وحينما رجع الى الحجاز ودخل المدينة فقط قبل بضعة اشهر من وفاة الرسول (صلى الله عليه واله)، كان المسلمين يتحسرون على عدم تمكنهم من قتله من قبل ان يُجبر هو الاخر على الاسلام، لانهم كانوا متأكدين انه لا يضمر للاسلام أي خير، بل هو شديد الخطر عليه.

عندما ندرس قضية عاشوراء، علينا ان ندرسها من منظور تحليلي، علينا ان نسأل انفسنا:

لماذا خرج الامام (سلام الله عليه)؟ماذا كان سيحدث لو ان هولاء الاثنين وسبعين شخصاً لم يلتحقوا بالامام (عليه السلام)؟

ماذا كان سيحدث لو انهم قرروا الرجوع بعدما قال لهم (سلام الله عليه):

انتم في حل من أمري؟

هكذا يتعين علينا ان ندرس قضية عاشوراء!

عندما ندرس قضية عاشوراء، علينا ان ندرس ايضاً الاوضاع التي جعلت الامام (سلام الله عليه) يحس بأن كلمة لا اله الا الله لن تحيى الا بتضحية كهذه، حتى دون أن يلقى مساعدة من أي شخص، حتى أن محبي الامام (سلام الله عليه) الذين اتفقوا على وجوب قتال يزيد تحت مسميات مختلفة، انسحبوا حينما دخلت "ساعة الجد"، كمثال أذكر عبد الله بن جعفر، بالاضافة الى الكبار المتبقون من الصحابة التابعين، إنسحبوا عندما رأوا أن يزيد شخص قاسٍ لا يرحم، وأنه مصرّ على التعامل مع المسألة بقسوة، عندما استوعبوا ذلك، كل منهم هرب تاركين الإمام بمفرده تحت عناوين مختلفة، من أجل ذلك جاؤوا مقدمين النصيحة للإمام الحسين (سلام الله عليه) بعدم الخروج.

هكذا يتعين علينا ان ندرس قضية الثورة الحسينية، لا ان نسطر احداث تاريخية قد يتراءى للبعض انه لا علاقة لها بقضية عاشوراء.

أيضا علينا ان ننظر الى الاوضاع التي حدثت في المجتمع الإسلامي في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ففي هذه المدن كان حبيب رب العالمين (صلى الله عليه واله) يعقد الرايات ويعطيها للمسلمين، وبفضل الله كانوا يتحدون امبراطورية الروم ويعودون منتصرين، كما حدث في غزوة تبوك على سبيل المثال، فما الذي حدث حتى ينقلب ذلك المجتمع من مصدّر للاسلام الى خطر على الاسلام، بحيث يستلم زمام الامور شخص مثل يزيد ويصبح بين ليلة وضحاها أميراً للمؤمنين!!! ويأتي زمان يرى فيه الامام (سلام الله عليه) ان لا خيار امامه سوى القيام بهذه التضحية التي لا مثيل لها على مر التاريخ.

وايضا علينا ان ننظر الى ما كان يحدث في مدينة الكوفة، فمدينة الكوفة لم تكن غريبة عن الاسلام، إنما الكوفة كانت نفس المدينة التي كان امير المؤمنين (سلام الله عليه) يأمر الناس بالمعروف وينهاهم عن المنكر، هذه المدينة نفسها، هي التي طوفوا فيها حرم أمير المؤمنين كأسارى، وهذا حدث خلال عقدين من الزمان لا أكثر.. إذاً كان هناك مرض يمكنه خلال فترة قصيرة أن يوصل مجتمعاً من ذلك الحال إلى نقيظه، إذاً هذا المرض مرض خطير جدا، وهذا ما أدركه الامام (سلام الله عليه) واتخذ اللازم لعلاجه قبل فوات الاوان.

لقد تحدى ابو الضيم بشجاعته الطبيعة البشرية التي تخشى الموت وتعشق الحياة، بسخريته من الموت واستهزائه بالحياة، كيف لا وقد طلب من اصحابه ان "يقوموا الى الموت" حين بدأت سهام الاعداء تمطر عليهم، بقوله (عليه السلام): قوموا يرحمكم الله الى الموت الذي لابد منه، فان هذه السهام رسل القوم اليكم.
على عاتقنا اليوم كشيعة لاهل البيت (عليهم السلام) مسوؤلية كبيرة، ينبغي علينا توضيح وقائع عاشوراء بدقة، علينا توضيح أحداث عاشوراء وأهداف خروج الإمام الحسين (سلام الله عليه) المتمثلة بكلماته: "ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً، إنما خرجت طلباً للإصلاح في أمة جدي"، وقوله (سلام الله عليه): "يا أيها الناس، إن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال: من رأى منكم سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله ناكثاً لعهد الله، فلم يغير عليه بقول ولا فعل، كان حقاً على الله أن يدخله مدخله".
يجب علينا توضيح كل ذلك، وستحيطنا إن شاء الله ألطاف بقية الله الأعظم (أرواحنا فداه).
ختاماً؛ يروى ان رجل سأل الامام زين العابدين (عليه السلام) بعد واقعة عاشوراء عن النصر، اراد ان يعرف هل النصر كان حليف الحسين (عليه السلام) ام يزيد (لعنه الله)، فأجابه الامام (عليه السلام): هل تسمع صوت الأذان؟
فأجابه السائل: نعم.
حينئذ حدق الامام في وجه السائل، عندها أدرك السائل ان الامام (عليه السلام) قد اجابه على سؤاله، وفي نفس الوقت عرف السائل هدف ثورة الامام (عليه السلام)، عرف السائل ان الهدف من خروج أبي الضيم (سلام الله عليه) ما كان الا لإعلاء كلمة "لا اله الا الله، محمد رسول الله"، كلمة طالما التاعت منها بنو امية.


بقلم: عبد المهدي

مآتمنا مدارسنا

مآتمنا مدارسنا
في هذا البحث نود التحدث عن المآتم الحسينية ودورها في نشر الإسلام ورسالات الأنبياء والحفاظ عليها، وإحياء القيم الرسالية وبناء الشخصية الاسلامية المناقبية الحية والشجاعة، التي تسير على خطى السبط الشهيد وتجسد قيم الوفاء والشجاعة والإباء والولاء، وترفض الذل والمهانة والخنوع للحاكم الظالم الفاسد والسلطان الجائر ورفض البيعة له، إذ أن كل ما عندنا هو من بركة عاشوراء وثورة الامام الحسين (عليه السلام) والمآتم الحسينية التي هي مدارسنا وجامعاتنا لتربية الأجيال وبناء المجتمع الاسلامي.
المآتم الحسينية مدراس لتربية الأجيال الرسالية العاملة والفاعلة في الساحة، وكذلك فإنها منطلق بناء اللبنات والقواعد الأولى للشخصية الاسلامية الرسالية، وقاعدة لإيجاد المجتمع الاسلامي المناقبي الذي يتحلى بالقيم والمبادىء والأسس الصحيحة للإسلام المحمدي العلوي الحسيني الأصيل.
لماذا نقول ذلك؟ وكيف تكون مآتمنا مدارسنا؟
نحن نقول مآتم الحسين (عليه السلام)، فمن هو الإمام الحسين؟ من هو السبط الشهيد؟ من هو الحسين الذي قال عنه جده المصطفى (صلى الله عليه وآله): "الحسن والحسين إمامان قام أو قعدا"؟ من هو الامام الحسين الذي يقال عنه: الحسين ثأر الله..وأسئلة كثيرة تطرح عن الإمام الحسين (عليه السلام)!
الإمام الحسين (عليه السلام) ذلك الإمام الذي ومنذ ولادته جاء الملك فطرس من السماء ليشفع له عند الله وليشافيه، وهو ذلك الانسان الذي تحدث عنه الرسول لأم سلمة وأوصاها بتربته التي وضعها في قارورة، وقال لها: إذا رأيتي هذه التربة قد تغير لونها الى الأحمر، فاعلمي بأن الحسين قد قتل واستشهد، والإمام الحسين هو الذي بكته ملائكة السماء وبكته السماء دما وبكاه كل حجر ومدر.
لابد من أن يقوم المجتمع الاسلامي والجيل الناشئ بدراسة حياة الامام الحسين منذ ولادته حتى شهادته، حتى يعرف من هو الإمام الحسين، لكي يعرف معنى: مآتمنا مدارسنا، وهذا واجب العالم والخطيب والمبلغ والأم والأب والانسان الرسالي ومسؤولية كل فرد يسير على منهج الحسين، أن يقوم بواجبه بتعريف حياته وسيرته (عليه السلام)، حتى يعرّف الناسَ والمجتمع والجيل الناشئ قيمة المآتم الحسينية، وأنها قواعد ومنطلقات لتعلم القيم الحياتية من الشجاعة والإباء والإقدام ومقاومة الظلم والإنحراف وعدم البيعة للظالم والسلطان الجائر ومنطلق للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
نحن نطالب الجيل الناشئ أن يتعلم ما ذكرناه خطوة خطوة، حتى يعرف ماذا تعني المآتم الحسينية، ولماذا يجتمع الشيعة وأتباع أهل البيت فيها لتعظيم الشعائر ولإحياء ذكرى عاشوراء وكربلاء وواقعة الطف والغاضريات ونينوى.
إن الامام الحسين (عليه السلام) الذي جسّد كل معاني الشجاعة والبطولة والإباء والقيم الإلهية الرسالية وكانت حركته إمتدادا لحركة الإنبياء، وبقي إسمه وذكره منذ اليوم الأول لولادته والى آخر يوم من حياته وبعد شهادته الحية والدامية، يطالبنا بتعلم الاسلام والتفقه في الدين وتعلم سيرة وسنة جده المصطفى التي قتل واستشهد من أجلها، حيث قال (عليه السلام): "إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسدا، وإنما خرجت لآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر،
وأسير بسيرة جدي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)".فكانت شهادة الإمام الحسين من أجل إحياء الصلاة وإقامتها في أوقاتها، كما قام هو بنفسه بإقامة الصلاة في ظهر عاشوراء وهو في ساحة الحرب واستشهد من أجل إقامتها نفر من أصحابه، وإستشهد الامام الحسين من أجل تشييد الدين والعمل به وبقيمه ومبادئه وأحكامه، والعمل بالقرآن وترك المحرمات التي كان يقوم بها الظالم يزيد وحزبه، حيث كانوا لا يتنهاون عن المحرمات والموبقات ويقتلون النفس المحرمة، فقال الامام الحسين (عليه السلام): "الا ترون الى الحق لا يعمل به، والى الباطل لا يتناهى عنه؟ فليرغب الانسان الى لقاء ربه، فإني لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما".
هذه هي شمة من حياة الامام الحسين وأهداف ثورته ونهضته المقدسة التي أصبحت خالدة الى قيام الساعة، تتجدد روعها وعطاؤها يوما بعد يوم وجيلا بعد جيل، وبقي الإمام الحسين خالداً مدى الدهر، واندثر ذكر أعدائه الأمويين من معاوية ويزيد وأتباع يزيد ومعسكر يزيد وإبن زياد وعمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن وحرملة وغيرهم، وأصبح ذكر الحسين في كل عام تُحيى ذكرى شهادته بحضور الملايين حول قبره وقبر أخيه أبي الفضل العباس قمر بني هاشم، وتصبح ساحة بين الحرمين ساحة العزاء والحب والولاء، هذه الساحة التي هي روضة من رياض الجنة.
لذلك لابد من الإهتمام بالمآتم والإستفادة منها الاستفادة الصحيحة في تربية الأجيال الصالحة المؤمنة الصادقة، التي تتخذ من حياة الامام الحسين وأهل بيته وأصحابه وحرمه نبراساً لها في الحياة، ومنطلقا للتحلي بالقيم الإلهية الرسالية، ومعلما من معالم الإشعاع الفكري والحضاري في الأمة، فالمآتم الحسينية منطلقاً لتربية الأجيال وتربية النفوس والقلوب وتهذيبها وترويجها لفعل الخير، والتحلي بالصفات المثلى التي كان الحسين وشهداء كربلاء يتحلون بها، بالاضافة الى الزينبيات الهاشميات اللاتي جسّدن معاني الاسلام الصحيح بالحضور الواقعي الشجاع في كربلاء، ليقاومن الإنحراف الأموي اليزيدي في الأمة، وليسجلن كل معاني الشجاعة والإيثار بحضورهم أولا في ساحة المعركة، وبتقديمهم لأبنائهن وإخوانهن شهداء من أجل القيم ثانيا، ويرين بأم أعينهن كيف يقطعون بالسيوف إرباً إرباً، وهن صابرات محتسبات من أجل أن يبقى الاسلام ويبقى دين محمد ويبقى ذكر علي وفاطمة والحسن ويبقى الإمام السجاد حياً، لتكون الذرية من نسله حتى قائمهم، يقومون بهداية البشرية ويكونوا أئمة الهدى والرحمة للعالمين، أسوة بجدهم المصطفى الذي كان خاتم الرسل ونبي الرحمة وهاديا للأمة من الضلالة والجهالة الى قيم الرسالة.
فإذا كانت المآتم الحسينية بهذه العظمة وهذه الأهمية، فهل من المعقول أن نأتي الى المآتم لنقضي أوقاتنا في لهو الحديث والغيبة والنميمة والتفاهات، أو أن نجعلها مكانا لتغفي فيها أعيننا وقلوبنا وأرواحنا عن ذكر الله والتعلم وأخذ العبرة؟!
أهل البيت (عليهم السلام) يدعوننا الى ترك الغيبة والنميمة والعمل بالصدق والأمانة والوفاء بالوعد والمسارعة الى فعل الخيرات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومقارعة الظالم ونصرة المظلوم!
ولولا ثورة الحسين ورسالة زينب ومجالس العزاء على الحسين بعد شهادته الدامية، لاندرس الاسلام، ولولا رسالة زينب لما عرف الحسين ولم تعرف ثورته وأسباب خروجه على الحاكم الظالم، فلذلك أوصى أئمتنا المعصومين أصحابهم وشيعتهم ومواليهم بإحياء مجالس الحسين، وكانوا يحيونها في كل عام وفي كل مناسبة، وكانوا يحيون ذكرى عاشوراء وينصبون مآتما على الحسين ويجمعون أبناءهم وأطفالهم ونساءهم ويذكرون مصيبة جدهم، ويطالبون شيعتهم ومحبيهم بإقامة المجالس على الحسين، من أجل أن تترسخ في نفوس الطفل الصغير والجيل الناشئ من الأطفال والشباب وسائر الأعمار الروح الكربلائية وقيم الثورة الحسينية، التي تدعو الى الخير والصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتحلي بالفضيلة والوفاء والشجاعة والإيثار والقيام بوجه الظلم ومقاومة الإنحراف.وفي كربلاء الطف وعاشوراء الحسين، كان للطفل الرضيع دوراً هاما في نصرة الحق وتلبية لنداء العقيدة ونداء داعي الله الذي بقي وحيداً لا ناصرَ له ولا معين، فقال الطفل عبد الله الرضيع: "لبيك داعي الله"، ولبى النداء بشهادته الحية والدامية بسهم حرملة بن كاهل الأسدي الذي نحره من الوريد الى الوريد وهو عطشاناً ضامئاً، ليكون الفدائي الأخير الذي فضح معسكر يزيد وإبن زياد وعمر بن سعد بإدعائهم الاسلام وهم لم يرحموا حتى الطفل الرضيع الذي لا ذنب له، فلم يسقوه شربة ماء بل سقوه المنون بسهم قطع نزاع القوم، ليكون هذا السهم ودم الشهيد الرضيع النواة الأولى لسقوط الدولة الأموية.
يجب إحياء الشعائر الحسينية التي أمرنا بها أئمتنا المعصومين، والى جانب إحياء هذه الشعائر وإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع (عليهم السلام)، لابد للزينبيات والفاطميات والسائرات على خط الرباب وليلى وأم كلثوم والهاشميات أن يجسدن في أنفسهن حياة السبط الشهيد والقيم التي جاء من أجلها، وحياة فاطمة الزهراء التي كان يطلق عليها أم أبيها، وعقيلة الطالبيات والهاشميات زينب الكبرى التي تحملت رسالة النهضة الحسينية، وسائر الهاشميات من أجل تربية أطفالنا التربية الاسلامية الصحيحة ضمن محيط إسلامي رسالي هادف، حتى نحيى حياة محمد وآل محمد ونموت مماتهم، ونجسد في أنفسنا روح القيم الدينية والأخلاق المناقبية التي ضحوا من أجلها وبذل الإمام الحسين من أجلها نفسه الزكية ودمه الزكي.
نسأل الله (سبحانه وتعالى) أن يوفق مجتمعنا الاسلامي وشيعة وأتباع أهل البيت أن يجعلوا من المآتم الحسينية منطلقاً للتربية الرسالية، وتعلم الأحكام الإلهية التي جاء بها القرآن الكريم، وتعلم سيرة وسنة وحياة الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وحياة وسيرة الأئمة المعصومين من آله، وتعلم سيرة وحياة فاطمة الزهراء وزينب الكبرى وسائر الفاطميات الهاشميات وسيرة شهداء كربلاء، لنجسد حقيقة الاسلام الرسالي القيمي الحقيقي في أنفسنا، ولتكون الشعائر الحسينية مقدمة لتزكية نفوسنا وتربيتها التربية الاسلامية الصحيحة والعمل بأحكام الله والإنتهاء عن نواهيه، حتى تكون مآتمنا حقيقة مدارسنا، وقوعد للإشعاع الفكري والحضاري في الأمة ونبراساً ومعلماً لنا في الحياة.

السبت، 19 ديسمبر 2009

فضل البكاء على الامام الحسين (عليه السلام)


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمدجميع المخلوقات تحزن لدى فقدانها عزيز عليها بل و تظل تذكره وترثيه طوال عمرها حسب تعلقها به والبعض في بلاد معينه يلبس السواد سنوات طويلة
أو مدى عمره لفقده عزيز عليه . فكيف بالإمام الحسين ع الذي هو زين السماوات والأرض كما شبهه جده الرسول المصطفى (صلى الله علية واله) .. و التي تتفاعل قضيته في كل حين و كأنها وقعت البارحة, لما لها من حرارة لا تنطفئ و لن تنطفئ في قلوب محبيه حتى آخر يوم من حياة الخليقة وستقام المآتم الحسينية التي تحكي مصاب الحسين بن علي (ع) في كل مكان ، وستبكي الأمة حزنا وألما على هذه المصيبة ..

فدعونا نتعرف على فضل البكاء على أهل البيت عليهم السلام ..

- روي عن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) قوله :

(كل عين باكية يوم القيامة إلا عين بكت على مصاب الحسين ، فإنها ضاحكة مستبشرة)
- قال الحسين بن علي (عليه السلام) :

( ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة ، أو دمعت عيناه فينا دمعة ، إلا بوّأه الله بها في الجنة حقبا ) .

- وروي عن الإمام الرضا عليه السلام قوله :

(إن يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء ، فعلى مثل الحسين (ع) فليبك الباكون فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام ) .
- وروي عن بكاء الإمام الصادق عليه السلام :

لما أمر المنصور الدوانيقي عامله على المدينـة أن يحرق على أبي عبد الله الصادق عليه السلام داره ، فجاءوا بالحطب الجزل ووضعوه على باب أبي عبد الله الصادق (ع) ، وأضرموا فيه النـار . فلما أخذت النار ما في الدهليز تصايحن العلويات داخل الدار وارتفعت أصواتهن . فخرج الإمام الصادق (ع) وعليه قميص وإزار وفي رجليه نعلان وجعل يخمد النـار ويطفئ الحريـق حتى قضى عليها فلما كان الغد دخل عليه بعض شيعته يسلونه فوجدوه حزيناً باكياً .فقالوا : " مما هذا التأثر والبكاء أمن جرأة القوم عليكم أهل البيت وليس منهم بأول مرة ؟ " .فقال الإمام الصادق عليه السلام : "لا … ولكن لما أخذت النار ما في الدهليز نظرت إلى نسائي وبناتي يتراكضن في صحن الدار من حجرة إلى حجرة ومن مكان إلى هذا وأنا معهن في الدار ، فتذكرت روعة عيال جدي الحسين عليه السلام يوم عاشـوراء لما هجم القوم عليهن ومناديهم ينادي أحرقوا بيوت الظالمين ".

- قال الإمام الرضا عليه السلام :

إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون القتال فيه, فاستحلت فيه دماؤنا, و هتكت فيه حرمتنا, و سُبيت فيه ذرا رينا و نساؤنا, وأضرمت النيران في مضاربنا, و انتهبت ما فيها من ثقلنا, ولم يترك لرسول الله ( ص ) حرمة في أمرنا, إن يوم الحسين ع أقرح جفوننا, وأسبل دموعنا,وأذل عزيزنا, أرض كرب وبلاء أورثتنا الكرب و البلاء إلى يوم الانقضاء, فعلى مثل الحسين ع فليبك الباكون, فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام .
اللهم صلي على محمد وآل محمد

الخميس، 10 ديسمبر 2009

اروع الخواطر

اروع الخواطـــــــر

الخاطرة الأولى

لا تيأس من عودة قلبك القاسي إلى الخشوع فعسى أن يلين مع مداومة الذكر ، وأن تصبحه وتمسيه بالأورادوأن تشن عليه غارات من الدعاء في ميدان السحر وساعة الاستجابة يوم الجمعة وبين الأذانين وفي السجودوأدبار الصلوات ، فأدمن اللهج بالإسم الأعظم وابتهل إلى مولاك في إصلاح قلبك ، واستعن بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة مع تدبر القرآن العظيم ، فلعل آية منه تقع موقعها فتداوي جراح هذا القلب وتخرج صدأه وتزيل علته وتذهب عاهته.
الخاطرة الثانية
إنما جعل بين الصلوات الخمس أوقات وفصل بينها بأزمان لترتاح النفس وتستعيد نشاطها وقوتها ثم تقبل على العبادة بنهم ورغبة وشوق ، وهذه عبرة للعبد في أموره فينبغي ان لايجهد نفسهويواصل العمل طيلة الوقت فتنقطع به وتمل العبادة وتكره الطاعة ، بل ينبغي له ان يكون ماهراً في قيادة نفسه لطيفا معها حتى يحيا حياةً طيبة مع طاعة مولاه ،وكان بعض العباد يرتاحمن الأوراد في بعض الوقت ليتقوى على أوراده فتكون الراحة في حقه عبادة .
الخاطرة الثالثة
لاتثق بمدح الناس ولاتخشى بذمهم ، فكل يوم لهم مذهب يرضون لأغراضهم ويغضبون لهافعامل أنت واحداً أحداً فرداً صمداً واترك غيره ، لأنه سوف يقبل لك بقلوبهم على رغم أنوفهم
الخاطرة الرابعة
لاتنخدع بكثرة الإخوان والأصدقاء وقت الرخاء فإنهم ذباب طمع ، ولن تجد منهم وقت الأزمة إلا قليلاً فخالطهم بالمعروف ولا تثق إلا بالله.
الخاطرة الخامسة
لاتحتقر رأي أحد مهما كان ، فإني استفدت من أناس ليس عندهم علم كثير ولايشار لهم بالبنانوليسوا في أماكن مرموقة ، ولكن عندهم من سداد الرأي ما يفوق كبار الناس ، ولله في خلقه أسرار .

الجمعة، 4 ديسمبر 2009

مـــن روائـــع الكـــلام
*الإنسان الناجح هو الذي يغلق فمه قبل أن يغلق الناس آذانهم ويفتح أذنيه قبل أن يفتح الناس أفواههم.

*لا تدع لسانك يشارك عينيك عند انتقاد عيوب الآخرين فلا تنس أنهم مثلك لهم عيون والسن.

*تستغرق مناقشة المسائل التافهة وقتاً طويلاً لأن بعضنا يعرف عنها أكثر مما يعرف عن المسائل الهامة.

*عندما يمدح الناس شخصاً ، قليلون يصدقون ذلك وعندما يذمونه فالجميع يصدقون.

*لا يوجد رجل فاشل ولكن يوجد رجل بدأ من القاع وبقى فيه.

*اختر كلامك قبل أن تتحدث وأعط للاختيار وقتاً كافياً لنضج الكلام الكلمات كالثمار تحتاج لوقت كاف حتى تنضج.

*كن على حذر من الكريم إذا أهنته ومن اللئيم إذا أكرمته ومن العاقل إذا أحرجته ومن الأحمق إذا رحمته.

*إذا بلغت القمة فوجه نظرك إلى السفح لترى من عاونك في الصعود إليها وانظر إلى السماء ليثبت الله أقدامك عليها.

*إذا استشارك عدوك فقدم له النصيحة ، لأنه بالاستشارة قد خرج من معاداتك إلى موالاتك.

*تكلم وأنت غاضب .. فستقول أعظم حديث تندم عليه طوال حياتك.

*لا تجادل بليغاً ولا سفيهاً .. فالبليغ يغلبك والسفيه يؤذيك.

*حسن الخلق يستر كثيراً من السيئات كما أن سوء الخلق يغطى كثيراً من الحسنات. *من وثق بالله أغناه ومن توكل عليه كفاه ومن خافه قلت مخافته ومن عرفه تمت معرفته .
*أراد رجلٌ تطليق زوجته، فقيل: ما يسوؤك منها؟ قال: العاقل لا يهتك ستر زوجته. فلما طلقها قيلله: لِمَ طلقتها؟ قال ما لي و للكلام فيمن صارت أجنبية؟
*قال احد الحكماء: لا يغرنك اربعة: إكرام الملوك، و ضحك العدو، و تملُّق النساء، و حرُّ الشتاء.

*كتمان الأسرار يدل على جواهر الرجال، و كما انه لا خير في آنية لا تمسك ما فيها، فلا خير في إنسان لا يكتم سراً.

*إحسانك للحرِّ يحركه على المكافأة، و إحسانك إلى الخسيس يبعثه إلى معاودة المسألة*قال إبليس: العجب لبني آدم! يحبون الله و يعصونه، و يبغضونني و يطيعونني!!

*من ضيع حرثه... ندم يوم حصاده.

*من التناقضات العجيبة أن يكون أول ما يهتم به الإنسان أن يعلم الطفل الكلام، ثم بعد ذلك يعلمه كيف يسكت!