.

.

الأربعاء، 3 فبراير 2010

صيادونا في المصيدة


صيادونــــا فــــي المصيـــدة

كاظم فنجان الحمامي

أغلب الظن إن مياهنا الإقليمية ستصبح في الأيام القليلة القادمة أكثر شهرة وغرابة من المسطحات المائية لعموم كوكب الأرض, وربما أكثر شهرة من مثلث برمودا في غرب المحيط الأطلسي, وأكثر غموضا من شقيقه مثلث التنين في المحيط الهادي, فقد صارت المنطقة المحصورة بين مقتربات خور العمية وتشعبات خور الخفقة مسرحا لغارات الأطباق البحرية القادمة من كواكب المجموعة الشمسية المجاورة لنا في حوض الخليج العربي, وأصبح صيادو الأسماك العراقيون فريسة لزوارق الدوريات التابعة لخفر سواحل تلك الكواكب, التي ماانفكت تمارس هواياتها بالتحرش البحري السافر, والقرصنة السياسية المتعمدة, وتشن غاراتها البحرية التوسعية على سفننا الخشبية البائسة, التي لا حول لها ولا قوة. فتقتادها خارج مياهنا, ثم تستولي عليها كغنائم, وتصادرها بذريعة اختراق الحدود والمسالك الملاحية, رغم إن سفننا تمارس حقها المشروع في الصيد بشباك الجر لالتقاط آخر ما تبقى من مجاميع الروبيان العراقي المختبئ في تجاويف ساحل (المدينة المنورة) غرب رأس البيشة, وهي على قلتها وضعفها لا تمتلك الجرأة على مغادرة خور عبد الله الذي انفصل عن كوكب عطارد منذ عقدين من الزمان.

يروي صيادو الأسماك في ميناء الفاو, وهو من أقدم أقمار المجموعة الشمسية في مجرة شط العرب, قصصا عجيبة عن الممارسات الاستفزازية التي تخصصت بها مفارز الكواكب المجاورة ضد أهلنا وفلذات أكبادنا, فما أن تتغلغل الأطباق الطائرة لتلك الكواكب في مياهنا, وتستولي على سفننا وزوارقنا, وتقطرها عنوة خارج حدودنا, حتى تبدأ بإنزال جام غضبها على أبناءنا, وتفشي غلها الموروث في التفنن بتعذيبهم جسديا, تارة تطلي أجسادهم النحيفة العارية بالأصباغ الفاقعة, تماما مثلما كانت تفعل سفن القراصنة الأسبان بأبناء السواحل السنغالية في بداية عصور تجارة الرقيق, وتارة يمزقون ثياب أسودنا الجريحة بحراب البنادق, وتارة يمطرونهم بوابل من الشتائم واللعنات, أو يستخدمونهم مادة للسخرية والتندر تحت ضغط الأسلحة الأوتوماتيكية, وهذه العادة تتقنها وتتلذذ بها تماسيح الأطباق البحرية التابعة لكوكب الأشقاء أكثر من غيرهم من جرذان الكوكب الآخر, فقد تمادت تماسيح الأشقاء في تحرشاتها المائية منذ وصول أسراب الغربان الأمريكية الرمادية, ومنذ تكاثر أعدادها في مياه الخليج, وصاروا أشد شراسة وجنونا من ذي قبل.
وبعد أن تنقاد التماسيح والضباع والجرذان البحرية الوقحة وراء غرائزها الحيوانية, وتشبع رغباتها المكبوتة في التشفي من أبناء العراق, يطلقون سراح الأسود الجريحة عبر خطوط التماس الحدودية, بعد أن يحرقوا زوارقهم, وينثروا رمادها على وجه الماء.

قصص في غاية الغرابة, وحكايات يصعب تسجيل وقائعها حتى لو جندنا لها أكفأ فرق التصوير في قناة فوكس نيوز, لكننا إن ذهبنا إلى الفاو, وتحدثنا مع رجال البحر من العاملين في سفن وزوارق الصيد العراقية ستستك مسامعنا من بشاعة الحقائق المروية من خلال المشاهدات الواقعية المأساوية المؤلمة, التي سجلتها العيون الحائرة, وحفظتها القلوب الدامية.
سيناريوهات عدوانية متكررة غير مدونة في سجلات أصحاب الشأن, لكنها مازالت محفورة في ذاكرة ليوث البحر, الذين شربوا من مرارة بحار التعذيب والتنكيل والانتقام المغروس في تلافيف العقول المتعفنة, وتحملوا موجات الكراهية المنبعثة من مزابل النفوس المريضة المشحونة بالحقد الأزلي الموروث ضد أبناء كوكب عطارد (العراق) لأنهم الأكثر بريقا وتألقا, والأكثر قربا من قرص الشمس, والأكثر انسجاما مع خيوطها الذهبية النقية. وسيبقى العراق لؤلؤة الخليج وكوكبه المشرق في كل العصور والدهور والأزمنة.

ركضة طويريج

ركضة طويريج

اللهم صلى على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين ورحمة الله وبركاته

كل العالم يشاهد ركضة طويريج على القنوات الفضائيه وشاهد عشرات ألالآف من الزوار وهي تهرول نحو ضريح الحسين عليه السلام وتضرب بيدها على الرأس وتصيح ياحسين ياحسين ...
فمن أين جاءت هذه الممارسة الحسينية وما هو معناها ومن مؤسسها ؟

طويريج هو احد ألأقضية التابعة لمحافظة كربلاء ويبعد عن كربلاء 22 كيلو متراً . ولكون الركضة تبدأ من قنطرة السلام التي تقع على طريق طويريج فسميت الممارسة بركضة طويريج. والقنطرة تبعد حوالي خمسة كيلومترات عن مركز المحافظه وتبدأ بعد أذان الظهر بالضبط وهو الوقت الذي يسقط فيه ألأمام صريعاً على رمضاء كربلاء . وكأن هذه الحشود جاءت لنصرة الحسين عليه السلام ولكنها وصلت متأخرة ولم تستطع الوصول قبل مصرع ألأمام . لذلك يلطمون على الرؤوس وينادون ياحسين ياحسين فينطلقوا من القنطرة مروراً بشارع الجمهورية فشارع ألأمام الحسين ثم يدخلون الى الضريح الشريف من باب القبله ويخرجون من الباب المقابل لمرقد ابي الفضل العباس فيجتازوا منطقة بين الحرمين الى ضريح ابي الفضل العباس وعند خروجهم من الضريح تكون قد انتهت هذه لممارسه الحسينيه العظيمه ..

أن منظر هذا الجموع البشريه وهي تزحف نحو الضريح الشريف وصوتها الهادر بالنداء ياحسين ياحسين وهو يشق عنان السماء ويظهر المحبه والوجد لآل البيت عليهم السلام يجعل المرء يشعر بروحانية الموقف وعظمة المناسبه ويستحيل على ألأنسان ان يوقف زحف دموعه على وجنتيه فهي تنسكب مدراراً ولا أرادياً . وا لهفي عليك باأبا عبد الله وانت صريع بوادي كربلاء عطشانا وحيداً فريدا حيث انصارك واخوتك وبنيك قطعوا ارباً اربا وداست خيول الظلمة على صدرك الشريف وسلبوك حتى ردائك .. فلعنة الله عليهم وعلى من أمرَهم وعلى من خذلك وعلى من سمع بذلك فرضي به .

يقول السيد ثامر القزويني قائممقام كربلاء واحد احفاد الميرزا القزويني انه في عام 1300هـ بدأت أولى معالم ركضة طويريج وهي بين الركض والهرولة حيث يوجه السيد صالح ميرزا القزويني مواكب العزاء من قنطرة السلام باتجاه الأضرحة في المدينة وهم يرددون يا حسين.
ويوضح القزويني يعتبر السيد صالح القزويني المتوفى سنة (1304هـ م) هو مؤسس هذه الركضة وبقيت بقيادة أولاده وأحفاده حتى اليوم وأضاف"كانت تبدأ حين يأتي الزوار ليلا من مدينة طويريج (20كم شرق كربلاء ) سيرا على الأقدام وعند الصباح يكونون عند مشارف كربلاء وتحديدا عن (قنطرة السلام) ( 4 كم شرق المدينة) وقال ثم يرتاحون في هذا المكان حتى الظهيرة ليؤمهم للصلاة عدد من سادة آل القزويني وما تنتهي الصلاة حتى يبدأوا من جديد المسير صوب ضريحي الإمام الحسين وأخيه العباس.

وهناك رواية أخرى تقول....يروى انه في احد الأعوام كان المرحوم العلامة السيد مهدي بحر العلوم قد ذهب يوم العاشر من محرم إلى مدينة كربلاء المقدسة بصحبة عدد من طلبته وخواصه فوقف على مشارف المدينة لاستقبال الموكب الحسيني القادم من مدينة طويريج وعندما اقترب الموكب إلى حيث كان يقف السيد مهدي بحر العلوم ، تفاجأ الذين من حوله بقيامه فجأة بإلقاء عمامته وخلع قميصه ، وقد انفجر من شدة البكاء وغاص في وسط الموكب بين الجماهير وهو يلطم بشدة وقوة وهو ينادي ويصيح: "واحسيناه.. واح حسيناه"!وقد تعجب هؤلاء الذين كانوا من المقربين إلى السيد من قيامه بهذا التصرف بغتة،بينما هو لم يعهد عنه مثل ذلك أبداً. فقد كان يضرب نفسه بقوة وشدة وجزع وهو يبكي ويصيح بأعلى صوته من دون أن يشعر بما حوله ، وكان حقاً كالذي فقد عزيزا الساعة.وانتظر هؤلاء انتهاء الموكب والدهشة قد ملأت عقولهم. وبعد انتهاء مراسم العزاء وانفضاض الجميع، عاد السيد بحر العلوم إلى حالته الطبيعية ولكنه كان شاحب الوجه منخرّ القوى، ولم يكن يقوى على النهوض. فسأله المحيطون به منكرين :

سيدنا.. ماذا جرى لكم حتى دخلتم هكذا فجأة ومن دون اختيار في موكب عزاء طويريج كأحدهم ؟

فنظر إليهم السيد وانهمرت دموعه على خديه وقال: (لا تلوموني ولا ينبغي لكم أن تلوموا أحداً من العلماء إذا ما قام بذلك.. فإنني ما إن اقترب مني الموكب حتى رأيت مولاي صاحب الأمر – عجل الله فرجه الشريف – حاسر الرأس حافي القدمين وهو يلطم ويبكي مع اللاطمين الباكين، فلم احتمل المنظر ودخلت في الموكب ألطم صدري مع الإمام سلام الله عليه)

مأجورين ونسألكم الدعاء