.

.

الثلاثاء، 15 يونيو 2010



رحلة القلوب الراجلة نحو كربلاء

وميسرة البحث عن الخلاص


كاظم فنجان الحمامي

ربما يتساءل البعض عن سر المسيرات المليونية الزاحفة نحو كربلاء في الظروف الجوية القاسية, ولماذا تحركت هذه الجموع الغفيرة بخطاها المذبوحة على الإسفلت المخذول, وواصلت سيرها على الأقدام في الحقول والبراري, مع علمهم المسبق بأنهم قد يتعرضون إلى الموت بالعبوات والأحزمة الناسفة, أو بتفجيرات السيارات المفخخة, أو بقذائف مدافع الهاون, وغيرها من وسائل الموت, بما فيها تسميم الطعام وتلويث مياه الشرب.

حاول المحللون السياسيون الإجابة على هذه التساؤلات في الفضائيات المتخصصة بزرع الفرقة وبث الفتن والدسائس, وجاءت إجاباتهم متخاصمة تماما مع واقع الحال, ومتأثرة بإيحاءات الحملات الإعلامية السياسية المنساقة وراء النعرات الطائفية, كانوا يظنون إن هذه الملايين الزاحفة نحو كربلاء مدفوعة بتوجهات .

الجمعة، 4 يونيو 2010

انا اعطيناك الكوثر






إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ





شعَّت فلا الشمس تحكيها ولا القمرُ __ زهراءُ من نورها الأكوانُ تزدهرُ
بنتُ الخلود لها الأجيال خاشعةٌ __ اُمّ الزمان إليها تنتمي العُصُرُ

روحُ الحياة ، فلو لا لطفُ عنصرها __ لم تأتلف بيننا الأرواحُ والصورُ

سمت عن الاُفق ، لا روح ولا ملَكٌ __ وفاقت الأرض ، لا جنٌّ ولا بشرُ

مجبولةٌ من جلال الله طينتُها __ يرفُّ لُطفاً عليها الصونُ والخَفرُ

ما عابَ مفخَرها التأنيث أنَّ بها __ على الرجال نساءُ الأرض تفتخرُ

خِصالها الغرُّ جلّت ان تلوكَ بها __ منّا المقاولُ أو تدنو لها الفكرُ

معنى النبوة ، سرُّ الوحي ، قد نزلتْ __ في بيتِ عصمتها الآياتُ والسورُ

حوت خِلال رسول الله أجمعَها __ لولا الرسالةُ ساوى أصله الثمرُ

تدرّجت في مراقي الحقَّ عارجةً __ لمشرق النور حيث السرُّ مستترُ

ثم انثنت تملأ الدنيا معارفُها __ تطوى القرون عياءً وهي تنتشرُ

قل للذي راح يُخفي فضلها حسداً __ وجه الحقيقة عنّا كيف ينسترُ

أتقرن النورَ بالظلماء من سفهٍ __ ما أنتَ في القول إلاّ كاذب أشِرُ

بنتُ النبي الذي لولا هدايتُه __ ما كان للحقّ ، لا عينٌ ولا أثرُ

هي التي ورثت حقاً مفاخره __ والعطر فيه الذي في الورد مدَّخرُ

في عيد ميلادها الأملاكُ حافلةٌ __ والحور في الجنة العليا لها سمرُ

تزوجتْ في السماء بالمرتضى شرفاً __ والشمس يقرُنها في الرتبة القمرُ

على النبوّة أضفت في مراتبها __ فضل الولاية لا تبقى ولا تذرُ

اُمّ الأئمة مَن طوعاً لرغبتهم __ يعلو القضاءُ بنا أو ينزل القدرُ

قف يا يراعي عن مدح البتول ففي __ مديحها تهتف الألواحُ والزبرُ

وارجع لنستخبر التأريخ عن نبأٍ __ قد فاجأتنا به الأنباء والسيرُ

هل أسقط القوم ضرباً حملَها فهوت __ تأنُّ ممّا بها والضلعُ منكسرُ

وهل كما قيل قادوا بعلَها فعدت __ وراه نادبةً والدمع منهمرُ

ان كان حقاً فإنّ القوم قد مرقوا __ عن دينهم وبشرع المصطفى كفروا