.

.

الجمعة، 4 يونيو 2010

انا اعطيناك الكوثر






إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ





شعَّت فلا الشمس تحكيها ولا القمرُ __ زهراءُ من نورها الأكوانُ تزدهرُ
بنتُ الخلود لها الأجيال خاشعةٌ __ اُمّ الزمان إليها تنتمي العُصُرُ

روحُ الحياة ، فلو لا لطفُ عنصرها __ لم تأتلف بيننا الأرواحُ والصورُ

سمت عن الاُفق ، لا روح ولا ملَكٌ __ وفاقت الأرض ، لا جنٌّ ولا بشرُ

مجبولةٌ من جلال الله طينتُها __ يرفُّ لُطفاً عليها الصونُ والخَفرُ

ما عابَ مفخَرها التأنيث أنَّ بها __ على الرجال نساءُ الأرض تفتخرُ

خِصالها الغرُّ جلّت ان تلوكَ بها __ منّا المقاولُ أو تدنو لها الفكرُ

معنى النبوة ، سرُّ الوحي ، قد نزلتْ __ في بيتِ عصمتها الآياتُ والسورُ

حوت خِلال رسول الله أجمعَها __ لولا الرسالةُ ساوى أصله الثمرُ

تدرّجت في مراقي الحقَّ عارجةً __ لمشرق النور حيث السرُّ مستترُ

ثم انثنت تملأ الدنيا معارفُها __ تطوى القرون عياءً وهي تنتشرُ

قل للذي راح يُخفي فضلها حسداً __ وجه الحقيقة عنّا كيف ينسترُ

أتقرن النورَ بالظلماء من سفهٍ __ ما أنتَ في القول إلاّ كاذب أشِرُ

بنتُ النبي الذي لولا هدايتُه __ ما كان للحقّ ، لا عينٌ ولا أثرُ

هي التي ورثت حقاً مفاخره __ والعطر فيه الذي في الورد مدَّخرُ

في عيد ميلادها الأملاكُ حافلةٌ __ والحور في الجنة العليا لها سمرُ

تزوجتْ في السماء بالمرتضى شرفاً __ والشمس يقرُنها في الرتبة القمرُ

على النبوّة أضفت في مراتبها __ فضل الولاية لا تبقى ولا تذرُ

اُمّ الأئمة مَن طوعاً لرغبتهم __ يعلو القضاءُ بنا أو ينزل القدرُ

قف يا يراعي عن مدح البتول ففي __ مديحها تهتف الألواحُ والزبرُ

وارجع لنستخبر التأريخ عن نبأٍ __ قد فاجأتنا به الأنباء والسيرُ

هل أسقط القوم ضرباً حملَها فهوت __ تأنُّ ممّا بها والضلعُ منكسرُ

وهل كما قيل قادوا بعلَها فعدت __ وراه نادبةً والدمع منهمرُ

ان كان حقاً فإنّ القوم قد مرقوا __ عن دينهم وبشرع المصطفى كفروا